ألبرت أغازريان

ألبرت

نبض الحياة: موسوعة القدس وأحد أعلامها وقاماتها، امتاز بسعة المعرفة وغزارة الثقافة، أمضى حياة حافلة بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، من أبرز المدافعين عن الرواية الفلسطينية، دافع بصلابته وعلمه وثقافته عن القدس، وساهم في تعزيز الوجود المسيحي العربي بها وفي مواجهة سياسية الترحيل، وكان مدافعاً عن حرية التعليم الجامعي،جمع ما بين الانتماءات القومية والدينية المختلفة، إنه المؤرخ الفلسطيني الأرمني وخبير تاريخ القدس ألبرت أغازريان.

ولد ألبرت أغازريان في عام ألف وتسعمائة وخمسين في الحي الأرمني في البلدة القديمة في القدس لوالدين نازحين من الأناضول هرباً من الإبادة الأرمنية التي أشرف عليها حزب الاتحاد والترقي الحاكم للدولة العثمانية آنذاك بالأرمن. نشأ في عائلة متمازجة الثقافة واللغات، ودرس في كلية الفرير الثانوية، وهناك بدأ شغفهباللغات،ونال درجة الدبلوم في الدراسات الشرق أوسطية من كلية بيرزيت، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الأمريكية ببيروت، وعمل محرراً في جريدة القدس بعد عودته لأرض الوطن، وكان أغازريان عضواً مؤسساً في جمعية الملتقى الفكري العربي في القدس، لينال بعدها درجة الماجستير في الدراسات العربية المعاصرة من جامعة جورج تاون عام ألف وتسعمائة وتسعة وسبعين.

وأتقن سبع لغات بطلاقة منها الفرنسية والإنجليزية والتركية والإسبانية، ما أهلّه للعمل في الترجمة، وعمل أستاذاً للتاريخ ثم مديراً لمكتب العلاقات العامة في جامعة بيرزيت لأكثر من عشرين عاماً، واستثمر موقعه للدفاع عن حقوق الطلبة ضد سياسة إغلاق الجامعات واعتقال الطلبة التي اتبعها الاحتلال في تلك الفترة.

كان لديه شغفاً عميقاًبتاريخ مدينة القدس ومعرفة كبيرة بواقعها، فكان من أفضل من يقدم رواية شفوية حول تاريخها، ورافق العديد من رؤساء الدول الأجنبية والوزراء وأعضاء البرلمانات الدولية والشخصيات الرفيعة المستوى حيث كان يشرح لهم تاريخ القدس، برز اسم أغازريان لدى قيادته الوفد الإعلامي الفلسطيني في مؤتمر مدريد عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعيمن إلى جانب الدكتورة حنان عشراوي.

كما كانت له بصمات واضحة من خلال عمله الأكاديمي، فقد ساهم في جلب الدعم لجامعة بيرزيت، وساهم في حل أزمات الجامعة.شارك أغازريان في تأليف عدة مؤلفاتككتابه بعنوان خارج القدس، وأصوات مسيحية من الأرض المقدسة، ونال في عام ألفين وستة وساماً رفيعاً من ملك بلجيكا ألبير الثاني تقديراً لجهوده الدؤوبة لشرح قضية القدس والقضية الفلسطينية عموماًفي الساحة الدولية.توفي عام ألفين وعشرين في مسقط رأسه، تاركاً وراءه خسارة كبيرة للقضية الفلسطينية، فقد كان رافعة وطنية وأكاديمية للشعب الفلسطيني.