كنيسة الافتقاد، تفتقد للاهتمام الرسمي والشعبي


رام الله – نبض الحياة: في قلب مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، آثار ظاهرة للعيان منذ زمن بعيد، جرن للمعمودية على شكل صليب، بقايا أعمدة وأقواس، وحجارة منقوشة كانت وما زالت شاهدة على إرث مسيحي ضارب في عمق التاريخ والجعرافيا في أرض المسيح، إنها آثار كنيسة العائلة المقدسة أو كنيسة الافتقاد التي ذكرت لأول مرة في كتب المؤرخين عام 1820.

وحول سبب تسمية الكنيسة، قال راعي كنيسة الحبل بلا دنس في بيرزيت الأب لويس حزبون لنبض الحياة: "البيرة هي عبارة عن محطة مركزية، كانت مركز للقوافل الآتية من الناصرة الى القدس، وفي أيام الفصح نزل يسوع كالمعتاد مع مريم ويوسف الى القدس، وفي طريق عودتهم في البيرة فقدوا يسوع، فعادوا الى القدس للبحث عنه". 
وتابع: من مكان الكنيسة فقدوا يسوع وعادوا للبحث عنه، فجاء الحدث التاريخي المهم في الكتاب المقدس والحياة المسيحية. 
 
تتضارب الروايات التاريخية حول الكنيسة، بعض المؤرخين أكدوا انها هدمت من قبل العثمانيين أثناء فترة حكمهم لفلسطين، والبعض الاخر أكد أنها هدمت بفعل العوامل الطبيعية، لكن الثابت الوحيد أن ما تبقى منها مغلق بباب وأسوار حديدية، وسط انتشار النفايات بين حجاراتها، وغياب أي اهتمام لترويجها سياحياً، وهو الأمر الذي يثير مجموعة من الأسئلة أبرزها أين وزارة السياحة من هذا المكان التاريخي الهام؟ 
وردا على ذلك، قال مدير إدارة المواقع الأثرية في وزارة السياحة والآثار محمد جرادات لنبض الحياة: تتعرض المواقع الأثرية أحيانا لأعمال التدمير والاعتدداء، أو أن تصبح مكبا للنفايات، مردفا: تنظيف الكنيسة والمحافظة عليها هي مسؤولية بلدية البيرة، لكن هذا لا يعفي الوزارة من القيام بدورها في ترميم المكان والمحافظة عليه بجميع الوسائل المتاحة، لذا نحن نتحمل جزءا من المسؤولية. 
 
وأضاف أن وزارة السياحة والآثار تطمح في المستقبل في أن تكون كنيسة البيرة جزءا من مسار الحجيج والسياحة الدينية.

يذكر أن الكنيسة التي بني مسجد ملاصق لجدارها الشمالي، تتطلب برأي الكثيرين اهتماماً رسمياً وشعبياً، وأن لا تبقى مهملة مثل العديد من المناطق الأثرية والتاريخية في فلسطين.