كنيسة الطاهرة في الموصل العراقيّة تنهض من تحت رمادها

ىلا

جورجينا بهنام حبابه - آسي مينا - أعلن الخورأسقف عمانوئيل كلّو، راعي كنائس الموصل العراقيّة للسريان الكاثوليك، عن قرب إنجاز إعادة إعمار «كنيسة الطاهرة» الأثريّة في محلّة «حوش البيعة» في المدينة، وبلوغه مراحله النهائيّة.

وقال كلّو، في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، إنّ نسبة إنجاز الكنيسة، التي قصد البابا فرنسيس أطلالها في خلال رحلته التاريخيّة إلى العراق عام 2021، تجاوزت الـ90 في المئة. وأكّد كلّو أنّ إعمار الكنيسة يسعى لإعادتها إلى بهائها الأوّل، كما شُيِّدَت عام 1859، وتجاوُز كثير من الإضافات الدخيلة الملحقة بها تاليًا.

ن

 

وذكر كلّو أنّ تحديد موعد لافتتاحها سابق لأوانه في الوقت الحالي. وهو «بانتظار اكتمال العمل فيها بشكلٍ نهائيّ في خلال الأشهر المقبلة لنضرب موعدًا لأبنائها كي يحتفلوا معنا بافتتاحها وتكريس مذبحها»، على حد تعبيره.

ونوّه الخورأسقف بجهود المساهمين في الإعمار، وأوضح: «تتولّى منظمة اليونسكو إعادة إعمار ثلاثة مواقع أثريّة في الموصل، بإشراف شركة إيطاليّة وبالتعاون مع مفتّشيّة آثار وتراث نينوى وبتمويل من دولة الإمارات. فهي تتبنّى إعادة إعمار كنيستَي الطاهرة وسيّدة الساعة والجامع النوريّ الشهير بمنارته الحدباء التي فجّرها تنظيم "داعش" الإرهابيّ».

ت

وأشاد كلّو بتعاون أهالي الموصل المسلمين من أجل إعادة الكنيسة إلى سابق عهدها. وشرح أنّ المدينة تكاد تخلو من الحرفيّين المسيحيّين. و«لولا تعاون إخوتنا المسلمين، لما سار الإنجاز بهذه الوتيرة. هم يبنون الكنيسة ويضعون الصلبان على جدرانها، تحت إشرافي وإشراف كنيستنا. وهذه علامة وشهادة حيّة على رسوخ فكرة التعايش السلمي بين المكوّنات في المدينة».

وعن أوضاع كنائس السريان الكاثوليك في الموصل، شرح الخورأسقف: «أصاب معظم الكنائس والأديار والمؤسّسات المسيحيّة في الموصل دمار شبه شامل، بسبب جرائم احتلال داعش وفي خلال عمليات التحرير».

ةت

وأشار إلى اهتمام الأبرشيّة بإعمار الكنائس والأديار. وفسّر: «نفتخر بإعادة بناء كنيسة البشارة المدمّرة كلّيًّا في الجانب الأيسر، وكانت أوّل كنيسة تفتح أبوابها في الموصل بعد التحرير. وعمّرنا كنيسة مار توما التاريخيّة وكانت أولى كنائس الجانب الأيمن المُفتَتَحة. ونسعى إلى إعمار جميع الكنائس المدمّرة».

وأعرب كلّو عن أسفه لخلوّ الموصل من مسيحيّيها، إذ «تناقصت أعداد المسيحيّين في المدينة بسبب إرهاب القاعدة والجماعات المسلّحة، من قرابة 50 ألفًا عام 2003 إلى الصفر، حين أجبر تنظيم داعش مسيحيّيها على المغادرة عام 2014».

ةت

واستدرك: «رغم محدوديّة أعداد العائدين فعليًّا، وتفضيلهم السكن في البلدات المجاورة أو في إقليم كردستان، يقصد آلاف المسيحيّين الموصل يوميًّا للالتحاق بجامعاتهم ووظائفهم وأعمالهم الحرّة وللتبضّع أيضًا». وأملَ كلّو أن تشكِّل إعادة إعمار الكنائس وافتتاحها، إلى جانب استقرار الوضع الأمنيّ، بادرة أمل تشجّع مسيحيّي المدينة على العودة إلى أرض آبائهم وأجدادهم.